“الآن” لا ينتظر

الآن هو الوقت الذي يُنتجُ فيه العمل الجيد. الآن هو متى تُحلُ المشاكل وتحقَقُ الأحلام. “لاحقا” هو المكان الذي تتبخر فيه الأحلام وتتحطم عنده النيات. إنّ “لاحقا” مكان مليء بالأحلام التي لم تتحقق والتي لن تتحقق أبدا. إنّ “لاحقا” كله وعود لن تكون أكثر من مجرد كلام.

إن حياتك تستحق مجهودك الآن. ليس فيما مضى ولا لاحقا، هي تحتاجه “الآن”. إنّ كل فرصة حقيقية لا تكون موجودة إلا “الآن” و الآن فقط -إذًا- يمكنك جعل الفرصة من نصيبك.

إنّ “الآن” لا ينتظر، ولا يجب منك أنت الاِنتظار. “الآن” هو أين يمكنك أن تعيش، أين يمكنك أن تحب، أن تفكر، أن تتعلم، أن تتصرف… “الآن” هو أين يمكنك أن تبتكر.

في “الآن” أنت أسوء ما يمكنك أن تكون -هاها ولكن مقابل ذلك- أنت أيضا أفضل ما يمكنك أن تكون. أنت في أقصى درجات الغباء كما أنك في أقصى درجات الذكاء. لذا يجب عليك استعمال كل ما لديك الآن، غامر… ستكتشف إن كنت ذكيا فيصيبك الفرح وإن قمت بعمل غبي ستضحك وتصبح أكثر ذكائا في المرة المقبلة. حاول أن تحقق وتمتع بالمحاولة، تقدم إلى الأمام فأنت لا تريد أن تجد نفسك في كل “الآن” جديد يمر عليك في نفس المكان الذي كنت فيه في “الآن” السابق. انتهز الفرص والموارد معا، استعمل طاقتك -الآن- استعمل شغفك، استعمل رغبتك واجعل من “الآن شيءا لك !

إنّ كل لحظة عشتها لم تكن متوفرة لك إلا في اللحظة التي تأتي فيه. لا تكون متوفرة إلا في “الآن”. فالآن أين يجب عليك التصرف لتجعلها قيِّمة وإلا إذا ما فاتها “الآن” فإنها إما تصبح مجرد ذكرى أو حلما ووعدا زائفا فقط.

—عزيز بن دريس

 

 

أضف تعليق